الأمان المفقود بعد حوادث الإنتقام الجماعي

الأمان المفقود بعد حوادث الإنتقام الجماعي

قام عدد من المواطنين في منطقة المنيّة شمالي لبنان ليل السبت، بإضرام النار في مخيم للاجئين بعد شجار اندلع بين أحد أفراد عائلتهم وعمال سوريين.

الحريق الذي امتد إلى كل المساكن المبنية من مواد خشبية وبلاستيكية داخل المخيم، أدى إلى تشريد حوالي 75 عائلة سورية لاجئة، وإلى ترويع الأهالي الذين اضطروا لرمي أطفالهم من فوق السور المحيط بالمخيم خوفاً من ألسنة النار والأصوات القوية الناجمة عن انفجار قوارير الغاز.

في حين هرب بعضهم حفاة نحو البساتين المليئة بالوحل دون أن يتمكنوا من حمل أغراضهم الضرورية، وعندما عادوا في اليوم التالي للبحث عن ذكرى تعلقوا بها أو عن شيء يقيهم برد الأيام القادمة، لم يجدوا سوى رماد ممتلكاتهم.

غضب واسع وتضامن مجتمعي
وعلى أثر الحادثة أطلقت منظمات سورية ونشطاء لبنانيون، عدة مبادرات إلكترونية لجمع التبرعات والمواد الأساسية لمساعدة سكان المخيم، بينما فتح العديد من سكان المنطقة منازلهم لإيواء المتضررين، في بادرة تضامن إنساني اعتاد الأهالي على تقديمها للاجئين.

واستنكر مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حوادث الإذلال والقهر التي طالت سكان المخيم الأبرياء، حيث رفضوا تبرير الواقعة واعتبروا أن ما حدث يعد جريمة عنصرية وانتقاماً جماعياً تم خلاله تحميل الجميع ثمن خلاف شخصي.

في حين رأى البعض أن هذه الحوادث تعكس التمييز الممنهج الذي يواجهه اللاجئون السوريون يومياً بسبب خطاب الكراهية المستمر منذ سنوات، والذي تحول من حوادث فردية إلى عمليات جماعية تطال كل ضعيف وبريء، وكذلك إلى غياب الوسائل القانونية والأمنية التي تضمن حقوق اللاجئين وتحقق العدالة لهم عند كل أزمة.

ورغم أن الحادثة لاقت تضامن وتكافل مجتمعي واستنكار واسع من الشرفاء، ولكنها لم تتجاوز مرحلة التعاطف الآني إلى مرحلة التخطيط لرؤية مشتركة بين الأهالي واللاجئين، وصولاً إلى تأمين المطالب الاقتصادية والحقوقية التي يتشابه فيها كل الفقراء، بغض النظر عن جنسيتهم.

من يعيد الأمان إلى القلوب؟
الرعب والخوف الذي اختبره اللاجئون قبل يومين، يأتي بعد أسابيع قليلة من حادثة مماثلة حصلت في منطقة بشرّي شمال البلاد أيضاً، حيث تم طرد وملاحقة 270 عائلة سورية نتيجة إشكال فردي أخر.

وبهذا يصبح شعور الخوف وانعدام الأمان، مع وجود خيارات محدودة جداً في العودة أو الهجرة للسوريين في لبنان هي المشكلة الرئيسية التي تشغل حيز تفكيرهم، ولاسيما أنهم ما زالوا تحت رحمة سياسات حكومية مليئة بخطابات العنصرية والكراهية ضد اللاجئين! فمن يعيد الطمأنينة إلى قلوبهم وهم معرضون بأية لحظة لتكرار ذات الموقف؟

#اللاجئون_شركاء

LEAVE A REPLY

Your email address will not be published. Required fields are marked *